12‏/03‏/2009

Coraline .. اختراع العالم الفطن الأذكى من الحقيقي

يستند فيلم الرسوم والدمى المتحركة كورالين الى رواية نيل غايمان التي تحمل الاسم نفسه والصادرة عام 2003، من إنتاج كلير جينينغز وإخراج هنري سيليك، وبعد الليلة التي افتتح فيها مهرجان بوتلند السينمائي الدولي، جمع في داخل الولايات المتحدة وخارجها في غضون اسبوعين 120 مليون دولار مغطيا ميزانيته البالغة 70 مليون دولار التي أنفقت على 101 دقيقة من الصور المخيفة بفضل بصريات تفوقت إلى الحد الذي كانت فيه الأجساد كأنها ترمى نحو الجمهور وبمرح إيحائي وعميق بتقنيات خدمت ملامسة العالم الآخر كما في الحكاية الساحرة «أليس في بلاد العجائب» وذلك الإغراء في التحدي غير الملزم.
كورالين جونز (داكوتا فانينغ) تصرف انتباه أبويها في الأسبوع الأول من انتقالها بين حجرات القصر الوردي قبل تعرفها على الولد الغريب الذي يتنقل هو الآخر بين الأسماء ليستقر على «لوفات» كتقليد أخذه عن جدته التي كانت تملك القصر. بينما تستكشف بيئتها المحيطة الجديدة، كورالين ستفتح بابا صغيرا كان جزءا من حائط غامض، في ذلك الليل الذي كان فيه فأر صغير يمر من طريق الممر المظلم الذي سيقودها إلى حدائق البيت. ستصادف هناك الكائنات الذين سيكونون «آباءها الآخرين» (تيري هاتشير وجون هودغمان) واللذان يشبهان والديها الحقيقيين باستثناء امتلاكهما أزرارا سوداء تتحكم بالعالم الآخر الخيالي، العالم الأكثر فطنة من عالمها الخاص، لاسيما أمها التي تعمل ما في وسعها لإبقاء كورالين في مستوى السعادة، ولكي لا ينتابها هاجس الجدة التي تعتقد أن ثمة من سرق منها شبابها.
كل ليلة تجد كورالين نفسها تتبع خطى الفأر عبر الباب الصغير لتلج عالمها «الفطن» الآخر مع آبائها الآخرين وستخبرها أمها الأخرى إن كان بإمكانها البقاء في هذا العالم إلى الأبد لو كانت راغبة في تخييط الأزرار حتى على عيونها. سترفض هذا الشرط، غير أنها تستيقظ في اليوم التالي متحمسة لكي تكوّن بيتا ملتصقا بـ«العالم الآخر».
ستدرك الأم الحقيقية أن صغيرتها تقضي أغلب أوقاتها مع «آبائها الآخرين» وتجد نفسها أمام ساحرة صغيرة وشريرة خاصة بعد أن تعرفها بثلاثة اشباح لأطفال أغواهم الموت مبكرا ليوضحون للأم أن كورالين ما هي إلا دمية تتجسس لمصلحة الأم الأخرى التي تقلد عوالم ضحاياها.
سينتهي الأمر بهروب كورالين من عالمها «الفطن» الآخر إلى الحقيقي في صراع معقد تستخدم فيه الأم الحقيقية والولد الغريب أسلوب الضحايا نفسه، لكن لا أحد في النهاية سيتيقن إن كانت كورالين الحقيقية التي اختارت أن تكون في العالم الآخر إلى الأبد، هي التي عادت إلى القصر الوردي، أم دميتها، ويفسر المشهد الختامي حيث تجتمع كل الأطراف في حديقة القصر الذي ظهرت فيه زهور جديدة، الجميع يتطلع في الجميع، من منهما الحقيقي وأيهما الآخر.

ليست هناك تعليقات: